بِودّ
بينما كنت أنقب في الأرشيف من مطويات الهاوية السحيقة، وجدت مقالاً يتحدث فيه حارس الهاوية عن المجتمع السعودي من خلال ما اختبره في العيش هناك مدة عشر سنوات من عمره.
هذا المقال هو الذي أضاء لي ما أحب أن أقوله الآن:
إلى وقت قصير نسبياً كانت لدي صورة واحدة عن المجتمع السعودي والخليجي بشكل عام، وشكلٌ واحد للإنسان الذي ينتمي إلى تلك المجتمعات، ربما تكمن السلبية في هذه الصورة في كونها وحيدة وتكوُّنها يعود إلى عوامل عدة.
لا أبريء نفسي تماماً، لكن أيضاً كان للإنقطاع في التواصل بين الشعوب العربية دور كبير في عدم وجود صورة أخرى إلى جانب هذه الصورة ة، التي هي تشبه إلى حد بعيد ما كنا نراه في الإعلام الغربي عن الصورة النمطية لرجل النفط الخليجي.
هذه الصورة النمطية التي لم تكن أصلاً موجهة لنا، ساهمت وأثرت على أحكامنا من حيث لم ندري.
القاعدة، وأسامة بن لادن والتطرف في التعصب أيضاً ...وأشياء كثيرة أخرى لا تنجو من تحمل مسؤوليتها الحكومات العربية جميعها.
لكن الذنب الذي أعيده على نفسي، هو أني اكتفيت بما وصلني ولم أحاول البحث عن رؤية أخرى عن صورة مختلفة أخرى موجودة، بل مضيئة وباهرة في الحقيقة.
لقد انتظرت حتى وصلتني الصورة الجديدة...
حدث هذا بعد أن بات التواصل ممكناً عبروسائل عدة، منها الفضائيات، وهنا الفضل يعود في جزء كبير منه إلى الإعلامي تركي الدَّخيل ، هذا الشاب الهاديء الذي أرى في عمله رسالة سامية، إذ يسلط الضوء في برنامجه الأسبوعي (إضاءات )-والذي يبث على قناة العربية- على شخصيات وأفكار تنتمي إلى هذه المجتمعات في منطقة الخليج العربي، لقد تعرفت من خلاله إلى أشخاص لهم من الأفكار المتنورة والجريئة ما لا يستطيع أي واحد من مدعي التقدمية في بلدي أن يجرؤ على قوله!.
هناك أيضاً نافذة أخرى ألا وهي هذه النافذة التي تسمح لي بالتواصل معكم :أعني بها شبكة الإنترنت بشكل عام.
وهنا أشكر الصدفة المحضة والأبواب التي قادتني إلى مدونات العديد من المدونين الشباب الخليجييّ المنشأ من مثل آشور و راشومون والكثير الكثير من أمثالهم في جمال اللغة والروح، إنهم أدباء بحق، وإني لأتوقع لهم مستقبلاً زاهراً في مجال الكتابة فيما لو أرادوا السير فيه قدماً.
لا أخفيكم أني أصبت بالدهشة وبالخجل في آن معاً!!.
الدهشة من الجمال الذي كان خافياً عني سنين طويلة، والخجل من نفسي ومن الأحكام المسبقة تلك التي عليها اللعنة.
لكم جميعا أيها الرائعون،
وِدِّي مع خالص الإعتذار...
1 comment:
المشكلة أماني
حين تكون هذه الصورة النمطية مستقرة في عقل مثقف من أمثالكم مطالب بأساسيات التفكير الموضوعي, و الإنفتاح على مصادر أخرى لإستقاء المعرفة ..
و لا يكتفي بنظرة واحدة..
كوني بخير
Post a Comment