Tuesday, May 29, 2007

كآبة

عندما تنطبق السماء المكفهرّة الثقيلة كالغطاء
على النفس الحزينة, فريسة السأم الطويل
وتلف كلّ دائرة الأفق بذراعيها
وتصب عليها نهاراً قاتماً أشد حزناً من الليالي
وعندما تتحول الأرض إلى سجن عَفِن
ويغدو الأمل وطواطاً يضرب الجدران بجناحيه
ورأسه بالسقوف المتداعية
وعندما يرسل المطر خيوطه الهائلة
مقلداً بها قضبان سجن واسع
وينسج شعب أخرس من العناكب الدنيئة
شباكه في تلافيف أدمغتنا
تفاجئنا دقات أجراس غاضبة
وتطلق نحو السماء عويلاً مخيفاً
عويل النفوس الهائمة بلا وطن
عندما تلجّ بالنواح والشكوى
وعندها تتتابع في نفسي أرتال متباطئة
من العربات الجنائزية
لا يتقدمها طبل ولا موسيقا
فالأمل يبكي مقهوراً
والقلق الفظيع المتجبّر
ينحني فوق رأسي ليغرس فيه
عَلمه الأسود
أزهار الشر-شارل بودلير

Friday, May 18, 2007

بِودّ

بينما كنت أنقب في الأرشيف من مطويات الهاوية السحيقة، وجدت مقالاً يتحدث فيه حارس الهاوية عن المجتمع السعودي ‏من خلال ما اختبره في العيش هناك مدة عشر سنوات من عمره.‏
هذا
المقال هو الذي أضاء لي ما أحب أن أقوله الآن:

إلى وقت قصير نسبياً كانت لدي صورة واحدة عن ‏المجتمع السعودي والخليجي بشكل عام، وشكلٌ واحد للإنسان الذي ينتمي إلى تلك المجتمعات، ربما تكمن السلبية في هذه الصورة في كونها وحيدة وتكوُّنها يعود إلى عوامل عدة.‏


‏ لا أبريء نفسي تماماً، لكن أيضاً كان للإنقطاع في التواصل بين الشعوب العربية دور كبير في عدم وجود ‏صورة أخرى إلى جانب هذه الصورة ة، التي هي تشبه إلى حد بعيد ما كنا نراه في الإعلام الغربي عن الصورة النمطية ‏لرجل النفط الخليجي.‏
هذه الصورة النمطية التي لم تكن أصلاً موجهة لنا، ساهمت وأثرت على أحكامنا من حيث لم ندري.‏
‏ القاعدة، وأسامة بن لادن والتطرف في التعصب أيضاً ...وأشياء كثيرة أخرى لا تنجو من تحمل مسؤوليتها ‏الحكومات العربية جميعها.‏


‏ لكن الذنب الذي أعيده على نفسي، هو أني اكتفيت بما وصلني ولم أحاول البحث عن رؤية أخرى عن صورة ‏مختلفة أخرى موجودة، بل مضيئة وباهرة في الحقيقة.‏
لقد انتظرت حتى وصلتني الصورة الجديدة...‏


حدث هذا بعد أن بات التواصل ممكناً عبروسائل عدة، منها الفضائيات، وهنا الفضل يعود في جزء كبير منه ‏إلى الإعلامي تركي الدَّخيل ، هذا الشاب الهاديء الذي أرى في عمله رسالة سامية، إذ يسلط الضوء في برنامجه ‏الأسبوعي (إضاءات )-والذي يبث على قناة العربية- على شخصيات وأفكار تنتمي إلى هذه المجتمعات في ‏منطقة الخليج العربي، لقد تعرفت من خلاله إلى أشخاص لهم من الأفكار المتنورة والجريئة ما لا يستطيع أي ‏واحد من مدعي التقدمية في بلدي أن يجرؤ على قوله!.‏
هناك أيضاً نافذة أخرى ألا وهي هذه النافذة التي تسمح لي بالتواصل معكم :أعني بها شبكة الإنترنت بشكل عام.‏
‏ وهنا أشكر الصدفة المحضة والأبواب التي قادتني إلى مدونات العديد من المدونين الشباب الخليجييّ المنشأ من ‏مثل
آشور و راشومون والكثير الكثير من أمثالهم في جمال اللغة والروح، إنهم أدباء بحق، وإني لأتوقع ‏لهم مستقبلاً زاهراً في مجال الكتابة فيما لو أرادوا السير فيه قدماً.‏
لا أخفيكم أني أصبت بالدهشة وبالخجل في آن معاً!!.‏
الدهشة من الجمال الذي كان خافياً عني سنين طويلة، والخجل من نفسي ومن الأحكام المسبقة تلك التي عليها ‏اللعنة.‏


لكم جميعا أيها الرائعون،

وِدِّي مع خالص الإعتذار...

Wednesday, May 16, 2007

عاداتٌ سيئةٌ



قالت إنَّ الحبَّ يشبهُ القمار
وإنها تخسر دائماً
قالت إنه عادةٌ سيئة
.لا تجرؤ على الشِّفاء منها

قالت إنها تخاف الضوء
رغم أن الليل الذي بذلته ليس قليلاً
تكتفي بوحدتها
ولا تبالي بالصُّحبة
لكنها تسقط من غيمتها
.كلما دلّها مطرٌ إلى أرضها

قالت إنها فتيّة عبثاً
ورقيقة رغماً عنها
لكنها تتظاهر بالقسوة
لأن الحنان كالحب
عادةٌ سيئة
ومثله ذلك الصمت
.ولن تقلع عنه أبداً

قالت إنها إمرأةٌ ضجرة
إنها أيضاً لا تصلح للنوم
لكنها تنام كي تظل شبيهةً بالجنين
.ِوتغمرها مياهُ الهاوية

قالت إنها إمرأةٌ متعبة
تنزف من نزقها كلّ يوم
.ولا تريد أن تبرأ

قالت إنها خاسرةٌ بالفطرة
خاسرة كي تستحق فوزها
قالت أخيراً إن الحياة عادةٌ سيئة
ًربما لن تشفى منها يوما
بشيءٍ من العزم
.وبنسيانٍ كثير


للشاعرة جمانة حداد
نقلاً عن الموقع الخاص بها

Saturday, May 12, 2007



خيمة
في فناءِ بيتنا الصَّغير،
اخترعتُ خيمةً صغيرة.‏
ومنْ حولِها ما زالت قطراتُ المطرِ
‏ تتبعثر،‏
هُنا، حيثُ لا يتَّسع المكان
إلاَّ لبعضِ أغنيات جيلبير بيكّو،
زهرةُ الجاردينيا التي زَرعتُها
‏ على اسمِكَ،
كتابٌ (اسمهُ أحمَر)‏
كأسُ شايٍِ بنكهةِ آيرل جراي،
كما تفضّله،
وأشواقٌ وحشيةٌ‏
أُروِّضها...‏
أجلسُ،
وأحلمُ بالحريَّة.‏

Friday, May 11, 2007

انطباعات



رذاذُ نيسانَ، ضحكاتٍ طفولية في ليلِ السَّامرين‏
فرَح ٌشقيٌ، يحلو لهُ السَّهر
.

ِالطلُّ الَّذي يهطلُ اليومَ-في أيَّار-

لهُ طعمُ الوجع

دافيءٌ، كالشَّوقِ إليكَ .
برفقٍ يتهادى منَ السَّماءمُتبعثراً

كما أنا ،
عندما لا يصلني بَريدُكَ ...

Sunday, May 06, 2007



عَنِ المَشهدِ الفَضائِيّ




‏المذيع:شـ شـ كـ.... شكراً شكراً سيدي‏
الضيف:.......متابعاً
المذيع:نعم ،وصلت الفكرة،كان مـ
الضيف:ما زال متابعاً....‏
المذيع: نعتذر لضيق الوقت،كان معنا من...الأستاذ....‏
وتغيب صورة الضيف وعلى وجهه علائم الإحباط والامتعاض.‏
هذه الجمل المقتضبة،السريعة، وهذا المشهد الذي يتكرر يومياً مرات ومرات على شاشات الفضائيات الإخبارية ‏تحديداً استفزني لدرجة أني أكتب عنه الآن.‏
أليس من المفترض أن يكون هناك التزام بآداب الحوار على الأقل في التلفزيون الذي هو المعلم الأول في هذه ‏الأيام؟ وهل المقاطعة أثناء الحديث إلا قلة أدب؟ غير أن السؤال هنا:كيف يكون موقف الضيف في هذه ‏الحالة؟وما هو شعوره في حينها؟وكيف له أن يعاود الكرَّة،ألا يشعر بالإهانة ؟ألا يشعر بأنه مجرد أداة تستخدم ‏لغاية ما وفي وقت محدد مسبقاً من قبل المخرج الذي لم يسمع شيئاً مما قاله ولا حتى المذيع غالباً!!وعند انتهاء ‏هذا الوقت-الضيِّق-يقطع الاتصال بكل(وقاحة/تهذيب)ويتم الانتقال إلى خبر جديد عن قتلى وجرحى ‏واشتباكات واعتصامات واعتقالات الخ...‏
أشد ما أثار غيظي هو تلك الجملة :وصلت الفكرة !! ‏
ولا تقتصر هذه الظاهرة على نشرات الأخبار فقط بل هي موجودة في بعض البرامج الحوارية أيضاً والتي ربما ‏يكون لي معها وقفة قريباً .‏
أظن وصلت الفكرة؟
شكراً لإصغائكم ،نلتقي بكم على رأس الساعة،كونوا معناوإلى اللقاء!!!‏

Thursday, May 03, 2007

تَهويماتٌ مِنْ وَحيِ فَراغِ القبورْ







المرأة التي عرفت عن فراغها فسكتت عنه بعجزٍ...‏
لأن فراغها وإن يكن أصيلاً فيها فهو ليس ناجماً عن أحد الصبغيات الوراثية وهو ايضاً ليس مُكتَسباً تربوياً ...
هذه المرأة هي، من الفراغ وإليه،تعتاشه،تـأكل وتشرب فراغاً،وتنام وتأرق..فراغاً
ولا تفقه شيئاً عن الملء، والإمتلاء إلا في زيادة وزنها، فراغاً أكبر حجماً ...
وهي تعلن: أنها جثة هامدة دخلت عالم الأحياء، بطريق الخطأ أو الانحراف أو..‏
وتعتذرعن كل ما اقترفته من ترهات، ومن ثم تنسحب عائدة إلى قبرها-بيتها-غرفتها-هيكلها
لأنها أحبتكم يا أيها الأحياء و لأنهالا تخاف شيئاًً أكثر من... التورط فيكم‏ !!!